في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من العام 1977، قام الدكتور أندرياس غرونتزيغ بإجراء أول عملية رأب لوعاء تاجي، ومنذ ذلك الحين، أصبح رأب الأوعية الدموية هو الإجراء الطبي الذي بات ينقذ معظم مكونات عضلة القلب المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم. ويعتبر غرونتزيغ أبو طب القلب التدخلي.
ويعتبر طب القلب التدخلي فرعاً من طب القلب يتعامل بشكلٍ خاص مع القسطرة المستعملة في علاج أمراض القلب الهيكلية، ويلعب دوراً كبيرا في تحسين الصحة وزيادة متوسط العمر المتوقع وتحسين نوعية الحياة.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية التدخلات ذات الأثر الأعلى التي يمكن تنفيذها حتى في البيئات ذات الموارد المنخفضة فيما يتعلق بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتها. وهي تشمل نوعين من التدخلات: التدخلات التي تنفذ على النطاق السكاني والتدخلات التي تنفذ على مستوى الفرد والتي يوصى باستخدامها معاً بغية تقليل أكبر عبء مرضي ينجم عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشمل أمثلة التدخلات التي تنفذ على النطاق السكاني التي يمكن تنفيذها للحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ما يلي:
- سياسات شاملة لمكافحة تعاطي التبغ
- فرض الضرائب للتقليل من مدخول الأغذية الغنية بالدهون والسكر والملح
- بناء مسارات المشي وركوب الدراجات لزيادة النشاط البدني
- استراتيجيات للتقليل من تعاطي الكحول على نحو ضار
- تقديم الوجبات الصحية للأطفال في المدارس
وعلى مستوى الفرد يجب، لأغراض الوقاية من أولى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أن توجه تدخلات الرعاية الصحية الفردية نحو الأشخاص المعرضين لمخاطر تتراوح بين المخاطر المتوسطة والمخاطر الكلية العالية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو نحو الأشخاص المعرضين لمستويات عامل خطر واحد تتجاوز عتبات العلاج الموصى بها، مثل داء السكري والارتفاع المفرط في ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وذلك كوليسترول الدم، الوقاية من أولى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وتعتبر التدخلات الأولى (اتباع نهج متكامل يشمل المخاطر الكلية) أكثر مردودية من التدخلات الثانية كما أنها تتميز بالقدرة على التقليل من أحداث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى حد بعيد. ويكون هذا النهج مجدياً في بيئات الرعاية الصحية الأولية ذات الموارد المنخفضة، بما في ذلك الرعاية بواسطة العاملين الصحيين غير الأطباء.
وفيما يتعلق بالوقاية الثانوية من أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بها فعلاً، بما في ذلك داء السكري، يلزم العلاج بالأدوية التالية:
- الأسبيرين.
- محصرات البيتا.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- والستاتينات.
وتكون فوائد هذه التدخلات مستقلة إلى حد كبير، ولكن عند استعمالها مع الإقلاع عن التدخين، يمكن الوقاية من الأحداث المتكررة بنسبة 75٪. وهناك حالياً ثغرات كبيرة في تنفيذ هذه التدخلات، ولاسيما على مستوى الرعاية الصحية الأولية.
وإضافة إلى ذلك، يتطلب علاج أمراض القلب والأوعية الدموية أحياناً إجراء عمليات جراحية مرتفعة التكلفة. وتشمل هذه العمليات:
- مجازة الشريان التاجي.
- ترقيع الأوعية الدموية بواسطة البالون (حيث يتم إدخال جهاز على شكل بالون صغير في أحد الشرايين لفتح الانسداد).
- إصلاح الصمام واستبداله.
- زرع القلب.
- عمليات زرع القلب الاصطناعي.
وفي العام الماضي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، إعلان يوم 16 سبتمبر يوماً دولياً لطب القلب التدخلي. ودعت الأمم المتحدة في قرارها جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية، وكذلك الجهات المعنية الأخرى صاحبة المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والأفراد، إلى الاحتفال سنوياً باليوم الدولي لطب القلب التدخلي بطريقة مناسبة ووفقاً للأولويات الوطنية، من أجل توعية الجمهور بأمراض القلب والأوعية الدموية وإجراءات علاجها والمضاعفات المتصلة بها، فضلاً عن الوقاية منها وتوفير الرعاية المتعلقة بها، وذلك بطرق منها التثقيف ووسائط الإعلام.
(مصادر: موقع الأمم المتحدة- موسوعة ويكيبيديا الحرة- منظمة الصحة العالمية).