بدأ أمس الثلاثاء الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، وهو أول أسبوع من شهر أغسطس من كل عام، لدعم وحماية وتعزيز الرضاعة الطبيعية بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية.
ويحتفل العالم بهذه المناسبة لإعادة التأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية وإعادة الالتزام بتعزيز هذه الممارسة البسيطة والفعالة من حيث التكلفة، والتي توفر للأطفال أفضل بداية للحياة. إرضاع الأطفال حصريًّا بالطريقة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم – أي رضاعة حليب الثدي وعدم إعطاء الطفل سوائل أو مواد صلبة أخرى، ولا حتى الماء، هو أمر بالغ الأهمية لتعزيز نموهم وتطورهم.
رغم الفوائد الهائلة التي تكمن في الرضاعة الطبيعية في بلد كالسودان، فإن 62 في المئة فقط من الأطفال يرضعون حصريًّا رضاعة طبيعية في الأشهر الستة الأولى، مما يترك العديد من الأطفال عُرضة لخطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة وتسبب الانزلاق إلى سوء التغذية بسبب ضعف المناعة.
ووفقاً لمنظمة اليونيسف لا يزال سوء التغذية مصدر قلق كبير في السودان بوجود حوالي 3 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، من بينهم 650.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وفي المقابل ترتبط التغذية الجيدة ارتباطًا وثيقًا بالرضاعة الطبيعية الحصرية وممارسات التغذية التكميلية الجيدة، بينما يمكن الربط بين الرضاعة الطبيعية التي دون المستوى الأمثل ومعاناة الأطفال من نقص الوزن.
وتؤكد اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية أن البدء المبكر بالرضاعة الطبيعية (منذ الساعة الأولى من الولادة)، والرضاعة الطبيعية الحصرية (بين عمر 0-6 أشهر) واستمرار الرضاعة الطبيعية (6-23 شهرًا)، توفر احتياجات غذائية مثالية للطفل، وتشكّل خطًا قويًا للدفاع عن الطفل من كافّة أشكال سوء التغذية في مرحلة الطفولة، ومن ضمنها الهزال.
وتوفر التغذية السليمة للطفل خلال أول ألف يوم من حياته – منذ بداية الحمل وحتى بلوغ الطفل العامين من عمره – أساسًا رائعًا لبداية صحيّة، وتوفّر له فرصة مهمة للحد من الإصابة بالتقزّم. عندما يدرك الأطفال الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر، ويتم إرضاعهم رضاعة طبيعية فقط وبشكل حصريّ خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم وتستمر هذه الممارسة إلى أن يبلغوا العامين من العمر، ويمكن تجنّب إصابتهم بسوء التغذية.