حذر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم محمد بحيبح من حدوث انهيار وشيك للمنظومة الصحية نتيجة لتراجع التمويل المقدم من المانحين.
ودعا الدكتور بحيبح في مؤتمر صحفي عقده اليوم بالعاصمة المؤقتة عدن وحضره عدد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة الحكومة وال المنظمات المانحة الإقليمية والدولية إلى سرعة التدخل للحفاظ على بقاء المنظومة الصحية، ولكي تؤدي واجباتها الإنسانية تجاه المجتمع. مشيراً إلى أن انخفاض حاد حدث لتمويلات الدعم الصحي يصل إلى اكثر من 70٪ مؤكداً حاجة القطاع الصحي الماسة للتدخلات الفورية والمستدامة لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية الأولية الأساسية التي يحتاجها ملايين المواطنين الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.
وطالب بحيبح شركاء القطاع الصحي الدوليين والاقليميين بتجديد دعمهم الحيوي والمستمر للخدمات الصحية وتجاوز هذه الفترة العصيبة وتفادي حدوث كارثة إنسانية محتملة.
وقال وزير الصحة أن البلاد تشهد حاليا حالة طوارئ حادة يحتاج فيها 18مليون شخص للرعاية الصحية الأساسية ويعاني 8مليون شخص من مشاكل تغذية حادة منهم الفئات الأكثر ضعفاً من الأطفال والنساء الحوامل والأطفال والمرضعات. لافتاً إلى أن الأوضاع تنذر بتدهور المنظومة الصحية وفقا لمسح المؤشرات المتعددة لعام 2023، حيث تكشف الأرقام عن الوضع المقلق، إذ يعاني 49٪من الاطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن و17٪منهم من سوء التغذية الحاد.
وثمن وزير الصحة بشدة الدعم الدولي والإقليمي الذي ساهم في تحسين الخدمات الصحية والحفاظ على حياة الملايين في البلاد مما مكن الوزارة من مواجهة التحديات الصحية وتقديم الرعاية الأساسية وتشغيل أكثر من 50٪من المرافق الصحية، فيما سيؤدي انخفاض التمويلات الراهنة إلى تقويض الجهود الرامية لضمان الوصول العادل والشامل إلى حزمة الخدمات الأساسية على المستويات المجتمعية الأولية والثانوية وسيؤثر على 9ملايين شخص بينهم 2مليون نازح، بالاضافة الى اغلاق ما يقرب من 700مرفق صحي و60مستشفى ومركز رعاية ثانوية وسيترك 500 ألف امرأة بدون خدمات الصحة الإنجابية، مما يضاعف مخاطر الوفيات ومضاعفات أثناء الولادة وسيؤدي إلى حرمان 600 ألف طفل من خدمات التطعيم الأساسية والرعاية الصحية.
وأوضح وزير الصحة أن شحة التمويل ستؤثر على استجابة البلاد لتفشي الأمراض وتزايد حالات الكوليرا والاسهالات المائية الحادة وانتشار أوسع لحالات شلل الاطفال والدفتيريا والحصبة وسيحرم 700 ألف شخص من دعم الصحة النفسية والعقلية.
وناشد بحيبح المجتمع الإقليمي والدولي والجهات المانحة مواصلة دعمهم الحيوي للخدمات الصحية.
من جانبه استعرض وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي احمد الوليدي جملة من التحديات التي تواجه القطاع الصحي نتيجة شحة الموارد وتقليص التمويل من المانحين مما يشكل انعطافا خطيرا في مستوى تقديم الخدمات الصحية الأساسية والتي يعتمد عليها معظم سكان البلاد.
وتناول الدكتور الوليدي عدداً من النجاحات التي حققتها وزارة الصحة والتي باتت مهددة بالتعثر نتيجة تقليص الدعم، مشيراً إلى أن القطاع الصحي في المحافظات المحررة سجل نجاحات كبيرة على الرغم من أن المليشيات الانقلابية قد دمرت نصف قدراته وقتلت العديد من كوادره، لافتا إلى أنه ومنذ ثلاثة أعوام لم تسجل في المحافظات المحررة اي حالة لشلل الأطفال، وتراجعت الحصبة بشكل كبير.
بعد ذلك أجاب وزير الصحة على مجمل التساؤلات التي طرحها الصحفيون.
حضر المؤتمر الصحفي الوكيل المساعد لوزارة الصحة المشرف العام على المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني الدكتورة إشراق السباعي ومدير عام صحة الأسرة الدكتور محمد مصطفى راجمنار ومدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني الدكتور عارف الحوشبي، كما حضر ممثل منظمة الصحة العالمية لدى بلادنا الدكتور اتورو بيسيغان ومدير مكتب اليونيسيف بعدن شفيق الرحمن ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن الدكتور محمود ظاهر وعدد من المختصين.